الجزء الاول
من براديغم هجين الى براديغم
اكثر تحديداحمودي نورالدين
من الكفايات الى
المعايير Competency-Based
Education to Standards-Based Education
ربما حان الوقت لتقييم حال المنظومة التربوية
والجامعية لدينا , فبعد تبني الجزائر لمقاربة بالكفايات ابتداء من 2003 والدراسات التي تنجز هنا وهناك سواء من قبل
الجامعيين او المتخصصين في شأن التربوي تكاد تجمع على ان هناك مشكل حقيقي تعاني منه المنظومة التربوية
والجامعية .ويمكننا استخلاص ذلك اعتمادا على المعايير التي تعتمد في تقييم أي منظومة
تربوية من
قبيل PISA، وTIMSS، وPIRLS او معايير اخرى يمكن ان يقال عنها انها عامة
لكنها محددة في بناء تصور صادق عن المنظومات التربوية , من هذه المعايير :
-النتائج العامة للتلاميذ والطبلة --التسرب
المدرسي و الجامعي--المناهج التعليمية ومدى استجابتها لتحديات المستقبلية --الدروس
الخصوصية - الطرق التدريسية المطبقة --أدوات التقييم المستعملة ومدى
انسجامها مع المنهاج العام- -الوسائل التعليمية -- مدى استعمال التقنيات الحديثة
في الاعلام والاتصال في التعليم –تماشي المنظومة التربوية والجامعية مع السياق
الاجتماعي والاقتصادي والثقافي . ولو درسنا مثلا كمعيار ظاهرة الدروس الخصوصية ودرجة
انتشارها منذ 2004 الى وقتنا الحالي تبين لنا مما لا شك فيه ان الحصة
التعليمية أصبحت غير كافية او بتعبير ادق
غير قادرة على اكساب المتعلم الشيء المطلوب منه .وهذا المؤشر وحده كافي لتدمير جميع المزاعم التي تٌجمِّل الخيار
المتبنى .
وفي الواقع ان المسؤولية لا ترمى على الأستاذ ونعته بانه غير مؤهل لتدريس
بالقدر ما ترمى على السياسيين الذين اختاروا مقاربة هجينة لم يثبت تجريبيا ولا ميدانيا نجاعتها .فحسب دكتور محمد دريج ان : حركة إصلاح التعليم المؤسس على مدخل الكفايات قد شاعت في البحوث الصادرة عن عدد من الجامعات الأمريكية
ومراكز البحث التربوي، وانتقلت إلى العالم العربي من خلال من ابتعثوا للتعلم في
أمريكا، ومن خلال الأدبيات الأمريكية التي تمت ترجمتها في بعض الدول الأوروبية مثل
فرنسا و بلجيكا وبعدها إلى العربية ،فتبنت بعض الأنظمة التعليمية في دول عربية مثل
المغرب وتونس مدخل الكفايات في بناء و تطوير المناهج الدراسية.
وبأفول شمس الكفايات في أمريكا سطعت مجددا في بعض الدول العربية
أولا الناحية الانطولوجية :
تزعم هذه المقاربة ان سبب وجودها يعود الى
تدهور حالة التعليم المبني على السلوكية الميكانيكية التي خضعت لنظرية التنظيم
العلمي للعمل وأيضا لسلوكية الراديكالية لسكينر , وان هذا التعليم الميكانيكي ادخل
المنظومة التربوية في مصفوفة اهداف مفككة بشكل دغمائي لا يمكن اعادتها الى حالتها الأولى
مهما حاولنا ذلك ان الكل لا يساوي مجموع الأجزاء
. وتواصل زعمها أيضا انها تريد ان تنقل مركزية التعلم من الأستاذ الى المتعلم وان تخلق وترفع الدافعية وتجعل من المعرفة
معرفة وظيفية قابلة للاستخدام .
فالحقيقية هي نفس تبريرات سبب وجود المقاربة بالأهداف
في بداية ستينيات.
ثانيا الناحية
الابيستمولوجية :
في دراستنا للأدبيات التي ترتكز عليها المقاربة
بالكفايات نجد انفسنا امام تيارات متصارعة أحيانا ومتناقضة أحيانا أخرى ذلك ان الأطر
المعرفية التي ارتكزت عليها هذا
المقاربة تبدا من اعمال بافلوف الى واطسن
وتايلر وكهلر وتايلور وفايول وجاني وفجوتسكي وبياجي
الى غاية ميريو و جونيير وكزافيي روجيرس فهي اذا فسيفساء من النظريات الغير
المنسجمة لهذا نجد الكثير من المختصين يحتارون في تصنيفها فمنهم من يصفها على انها الجيل الثاني للمقاربة
السلوكية والأخر يصفها على انها المدرسة
البنائية والأخر يزعم على انها مدرسة
سوسيو بنائية , كذلك تنوع طريقة تناول
هذه المقاربة في المنظومة التربوية توحي
ان هناك ضبابية في الرؤية سواء عند مصممي
المناهج او المنفذين له, فالمناهج لم تصمم على أسس نظرية محددة بل اجتهادات من افراد
معتمدين على رصيد هزيل من المعرفة النفسية التربوية .لو دققنا قليلا في منهجية انجاز البرامج وفق المقاربة
بالكفايات لوجدناها تشبه الى حد ما
المقاربة بالأهداف التي تعتمد على عقلنة العمل التعليمي وجعله خاضعا لمعايير
المحاسبة والمساءلة وفق مؤشرات دقيقة يعمل من خلالها المعلم لتحقيق اهداف موضوعة
مسبقا فأعمال بلوم وماجير وغيرهم من العلماء السلوكيين قاموا بهندسة البرامج وفق
مبادئ مثير استجابة فبعد تفكيك او تحليل غايات المنظومة التربوية الى اهداف عامة
ثم الى اهداف ثم الى اهداف دقيقة او خاصة يتم بعد ذلك صياغتها بصورة دقيقة قابلة
للقياس والملاحظة. ثم تحدد المعرفة الضرورية لتحقيق هذا الهدف الخاص الذي هو في حد
ذاته يقابل في التحليل التيلوري مستوى العملية , اذا رجعنا الى الكفايات نجد المهمة تحولت الى مقياس والعلميات الى أهداف
وسيطيه أي استبدلت الأهداف الخاصة بالأهداف
الوسيطية .
اذا يمكننا القول ان المقاربة بالكفايات ماهي الا مقاربة بالأهداف
الوسيطية .
يتبع...............
تعليقات
إرسال تعليق