القائمة الرئيسية

الصفحات

ما استراتيجيات تحقيق "التعليم الشامل" (Inclusion) لذوي الإعاقة في المناهج؟

الجواب:

التصميم العالمي للتعلم (UDL).

التقييم التكييفي.

دعم الأقران.
(UNESCO, 2017)

التصميم العالمي للتعلم (Universal Design for Learning - UDL):

المبدأ: تصميم المنهج وطرق التدريس منذ البداية لتكون مرنة وشاملة قدر الإمكان، لتلبية الاحتياجات المتنوعة لجميع المتعلمين (بمن فيهم ذوو الإعاقة)، بدلاً من التعديلات اللاحقة.

التطبيق في المناهج:

تمثيل المعلومات بطرق متعددة: تقديم المحتوى بصور مختلفة (نص مقروء، فيديو، صور، رسوم بيانية، تسجيلات صوتية، نماذج ملموسة). مثال: تقديم خيار الاستماع إلى كتاب مدرسي صوتي بالإضافة إلى النسخة المكتوبة.

التعبير عن المعرفة بطرق متعددة: منح الطلاب خيارات لإظهار فهمهم (كتابة تقرير، تسجيل عرض تقديمي، عمل فيديو، إنشاء ملصق، إجراء تجربة عملية، استخدام برامج عرض خريطة ذهنية). مثال: السماح لطالب يعاني من صعوبات في الكتابة بتسجيل إجابته شفوياً أو استخدام برنامج التعرف على الصوت.

التشجيع بطرق متعددة: تحفيز الاهتمام والحماس عبر وسائل متنوعة (ربط الدرس بحياة الطلاب، تقديم خيارات في مواضيع البحث، استخدام ألعاب تعليمية، تقديم تحديات مناسبة بمستويات مختلفة). مثال: تقديم خيارات في مواضيع المشاريع البحثية لتراعي اهتمامات متنوعة.

التقييم التكييفي (Adaptive Assessment):

المبدأ: تعديل أساليب ووسائل التقييم لضمان قياس المعرفة والمهارات الحقيقية للطالب ذي الإعاقة، دون أن تكون الإعاقة حاجزاً أمام إظهار قدراته.

التطبيق في المناهج:

تعديل التنسيق: السماح باستخدام قارئ شاشة، اختبار شفوي بدلاً من كتابي، استخدام جهاز اتصال معزز أو بديل (AAC)، اختبارات قصيرة بدلاً من طويلة.

تعديل التوقيت: إعطاء وقت إضافي، تقسيم الاختبار إلى جلسات متعددة.

تعديل البيئة: مكان هادئ، إضاءة مناسبة، أثاث مريح ومعدل.

تعديل المحتوى (بحذر): التركيز على الأهداف الأساسية للتعلم، أحياناً تقليل عدد الأسئلة مع الحفاظ على تغطية المفاهيم المهمة، أو تقديم أسئلة بمستويات صعوبة مختلفة.

استخدام أدوات مساعدة: السماح باستخدام الآلة الحاسبة، القاموس، المعادلات المكتوبة، أو التكنولوجيا المساعدة أثناء التقييم.

دعم الأقران (Peer Support):

المبدأ: الاستفادة من العلاقات الطبيعية بين الطلاب لتعزيز التعلم والاندماج الاجتماعي للطلاب ذوي الإعاقة.

التطبيق في المناهج:

التعلم التعاوني: تنظيم مجموعات عمل صغيرة متنوعة القدرات، حيث يعمل الطلاب معاً على مهام أو مشاريع، ويدعم بعضهم البعض.

نظام الأصدقاء / الشركاء: إقران طالب ذي إعاقة بطالب أو اثنين بشكل غير رسمي لمساعدته في التنقل، فهم التعليمات، المشاركة في الأنشطة الصفية واللاصفية.

برامج التوجيه: طلاب أكبر سناً أو أكثر مهارة يدعمون طلاباً أصغر سناً أو يواجهون صعوبات.

نوادي الدعم: إنشاء مجموعات طلابية تركز على تعزيز القبول والصداقة والدفاع عن حقوق ذوي الإعاقة.

استراتيجيات إضافية أساسية لتحقيق التعليم الشامل في المناهج:

التكنولوجيا المساعدة (Assistive Technology - AT):

المبدأ: استخدام أدوات وأجهزة وبرامج متخصصة لتعويض أو تجاوز الحواجز التي تفرضها الإعاقة، وتمكين الطالب من الوصول للمناهج والمشاركة.

التطبيق في المناهج: برامج قراءة الشاشة، برامج التعرف على الصوت، لوحات مفاتيح معدلة، فأرات بديلة، برامج تكبير الشاشة، أجهزة اتصال معزز وبديل (AAC)، مسجلات رقمية، برامج تنظيم الأفكار.

التدريس المتمايز (Differentiated Instruction):

المبدأ: تكييف محتوى المنهج، وطرق التدريس، والمنتجات المتوقعة من الطلاب، وبيئة التعلم بناءً على نقاط القوة والاحتياجات والأساليب التعليمية المتنوعة للطلاب داخل الفصل الواحد.

التطبيق في المناهج: تقديم مواد قراءة بمستويات صعوبة مختلفة، مجموعات مرنة تعمل على مهام متنوعة التعقيد، استخدام مراكز التعلم، تقديم خيارات في الواجبات المنزلية، استخدام سقالات تعليمية (Scaffolding) لدعم الطلاب الذين يواجهون صعوبات وتحدي الطلاب المتقدمين.

التعديلات والتكييفات الفردية (Individual Modifications & Accommodations):

المبدأ: بناءً على التقييم الفردي للطالب مثل خطة التعليم الفردي IEP، يتم تحديد تغييرات محددة في المنهج أو البيئة أو التوقعات لضمان وصوله وتقدمه.

التطبيق في المناهج: تغيير في المحتوى (تبسيط المفاهيم، تغيير أهداف التعلم)، تغيير في المنهجية (تقديم تعليمات مكتوبة إضافية، استخدام وسائل بصرية أكثر)، تغيير في التقييم (تعديل معايير التصحيح، تقييم أهداف بديلة).

التدريب المستمر للمعلمين (Ongoing Teacher Training):

المبدأ: تمكين المعلمين بمعرفة ومهارات تطبيق استراتيجيات التعليم الشامل واستخدام التكنولوجيا المساعدة وفهم أنواع الإعاقات المختلفة.

التطبيق: ورش عمل، دورات تدريبية، تدريب أثناء الخدمة، توجيه من قبل متخصصين في التربية الخاصة.

تعديل البيئة المادية (Physical Environment Modifications):

المبدأ: ضمان أن الفصول الدراسية والمرافق المدرسية يمكن الوصول إليها بدنياً وتدعم التعلم للجميع.

التطبيق: ممرات واسعة، أثاث قابل للتعديل، إضاءة مناسبة، إشارات واضحة، غرف هادئة، أماكن جلوس متنوعة (طاولات دائرية، كراسي بذراعين، مساحات للحركة).

الشراكة مع الأسر والمجتمع (Family & Community Partnerships):

المبدأ: التعاون الوثيق مع أولياء أمور الطلاب ذوي الإعاقة والمتخصصين في المجتمع (معالجين، أطباء) لضمان تناسق الدعم وتلبية الاحتياجات الشاملة للطالب.

التطبيق: اجتماعات منتظمة، تواصل مفتوح، مشاركة الأسر في وضع الأهداف (IEP)، الاستفادة من موارد المجتمع.

الخلاصة:

تحقيق التعليم الشامل ليس مجرد وضع الطالب ذي الإعاقة في الفصل العادي، بل هو عملية ديناميكية تتطلب التزاماً مؤسسياً وتصميم مناهج مرناً وتطبيقاً ذكياً لمجموعة من الاستراتيجيات المتكاملة مثل UDL، التقييم التكييفي، دعم الأقران، التكنولوجيا المساعدة، التدريس المتمايز، والتعديلات الفردية. الهدف النهائي هو تمكين كل طالب، بغض النظر عن قدراته، من الوصول إلى المنهج، والمشاركة الفعالة في التعلم، وتحقيق أقصى إمكاناته في بيئة داعمة ومحترمة. 

أنت الان في اول موضوع
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع