القائمة الرئيسية

الصفحات

تصميم الدرس وفق مقاربة بالكفايات عندما يتغير الباراديجم من التعليم الى التعلم الجزء الثاني:

 تصميم الدرس وفق مقاربة بالكفايات عندما يتغير الباراديجم من التعليم الى التعلم الجزء الثاني:



حمودي نورالدين

 في الجزء الأول تكلمنا عن نموذج ADDIE و نموذج ديك وكاري و نموذج ASSUREالان في هذا الجزء سنتناول بعض النماذج العربية ، هناك عدد من النماذج تتبنى الاطار العام  لنموذج ADDIE  وان غيرت او اضافت بعض المراحل الا ان الفكرة العامة تقريبا متشابهة  والبعض الاخر اعتمد على مفهوم النظم أي مخلات وعمليات ومخرجات .لكن على العموم ان هذه النماذج كانت اكثر توسعا من النماذج الأجنبية التي ركزت فقط على المراحل الأساسية لتصميم التدريس .

نموذج جابر عبد الحميد ورفاقه :

يرتكز هذا النموذج على خطوات ثلاث: التخطيط والتنفيذ والتقييم  وكل خطوة من هذه الخطوات تتفرع الى خطوات فرعية  بشكل متكامل بحيث في النهاية يتشكل لدينا نموذجا تدرسيا محكما . ونستطيع القول ان هذا النموذج الذي طوره جابر عبد الحميد وزاهر والشيخ سنة 1989 يقدم خريطة عمل جيدة  للمدرس يستطيع الاعتماد عليها في تصميم درسه وسنحلل بشيء من التفصيل هذا النموذج . (كمال عبد الحميد زيتون، 2003، صفحة 118)

1- التخطيط:

يبدا هذا النوذج بمرحلة التخطيط التي تضع تصورا شاملا للعملية التدريسية بتحديد المخلات وصياغتها وهيكلتها بما يتناسب والمتعلمين ، فهي اذا نقطة ارتكاز لنموذج ، أي خلل فيها بضرورة يعود سلبا على مخرجات التكوين والتدريس وتتضمن هذه المرحلة أربعة خطوات وهي:

الأهداف التعليمية ----تحليل المحتوى-----تحليل خصائص المتعلم -----تخطيط الدرس

ملاحظة : في النموذج الأصلي تخطيط الدرس قبل تحليل خصائص المتعلمين ونعتقد نحن ان التخطيط يكون بعد معرفة خصائص المتعلمين وهذا ما لاحظناه في النماذج الغربية ونحن نميل اكثر الى هذا الترتيب لذا قمنا بإدخال هذا التغير الطفيف والهدف ليس فقط معرفة نموذج دكتور جابر عبد الحميد بل لنقدم للقارئ دعامة بيداغوجية يستطيع الارتكاز عليها في تصميمه لدرسه .

أ- الأهداف التعليمية:

الهدف التعليمي والذي يعرف على انه السلوك المنتظر من المتعلم القيام به بعد نهاية الدرس ، أي نتيجة التعلم والتعليم ، يحدد مسار التعليم برمته  .فعلى ضوئه تضبط الساعة التدريسية ،فتحديد الهدف وصياغته وأجرأته بصورة  دقيقة وواضحة سيسهل للمصمم التخطيط والتنفيذ والتقويم . ويشتق الهدف عادة في المنظومة التربوية من تحليل الأهداف العامة التي بدروها تشتق من تحليل الغايات ، وعليه فإن بنية الأهداف وانسجام  بعضها مع البعض يجعل مهمة التدريس اقل صعوبة .اما في  مجال التدريب او التكوين تحدد الأهداف من حاجات المتعلم: فالمتقدم لمهنة او وظيفة  او المقبل على ترقية او ادخال تكنولوجيا جديدة يستدعي تدريب العمال عليها ، فتعبر الفروق بين الكفايات التي يمتلكها الشخص فعلا والكفايات المطلوبة لممارسة المهمة على شكل حاجات تدريبية تتطلب تكوينا خاصا ،هذه الحاجات تصاغ على شكل أهداف تكوينية تعمل المؤسسة التدريبية على تحقيقها .وتشتق الأهداف البيداغوجية بتحليل الاهداف التكوينية الى اهداف بيداغوجية إجرائية  تتضمن الأفعال الحركية ومعايير الأداء وشروط إنجازه .

ب- تحليل المحتوى:

بعد تحديد الهدف تأتي الخطوة الثانية تحديد المحتوى، فقد يكون المحتوى

-         جوانب نظرية كـ: مفاهيم، قوانين، حقائق، معلومات...

-         جوانب وجدانية كـ: قيم ، اتجاهات ..

-         جوانب مهارية كـ:  اصلاح الة ، تفكيك ، تركيب ....

بناء المحتوي يقتضي من المكون او المعلم الدراية الشاملة أولا : بالاختصاص وبتطوراته وأيضا التحكم في كفاياته ، وهذا ما يطلق عليه الجانب التقني من التعليم وهي كفاية مطلوب على كل معلم ان يتحكم فيها ، ثانيا ان يكون أيضا على دراية واسعة بالجانب الديداكتيكي الذي لا يقل أهمية عن الجانب التقني او المعرفي للمادة ، إن جاز لنا تشبيه العلاقة بين الكفاية التقنية والكفاية البيداغوجية يمكننا القول ان الكفاية التقنية هي سلعة معروضة للبيع  اما الكفاية البيداغوجية فهي الشاحنة المستعملة لنقل هذه السلعة من نقطة A  الى نقطة B  حيث تمثل الأولى المعلم وثانية المتعلم  فهذه الشاحنة يجب ان تكون مكيفة ومجهزة وفق متطلبات الوضعية التكوينية  وهذا لا يكون الى بعلم الديداكتيك الخاص بالمادة المستهدفة .

ج-تحليل خصائص المتعلمين :

لا شك ان أهمية معرفة خصائص المتعلمين من المسلمات التربوية التي لا تحتاج الى برهنة ، وتتضمن الخصائص كل ماله علاقة تأثير في العمل التعليمي التعلمي  من قدرات العقلية والسمات الشخصية  والجوانب الانفعالية والحالة الاجتماعية الاقتصادية والموروث الثقافي . وقد ساهم علم النفس الصناعي في تطوير تقنيات تحليل الفرد التي يمكن للمختصين في البيداغوجيا الاستعانة بها وانشاء بروفايلات فردية وجماعية للقسم المستهدف حتى يستطيع المعلم ان يخطط استراتيجياته التدريسية  .

د- تخطيط الدرس:

 .

2-التنفيذ:

يتم تنفيذ ما تم تخطيطه في المرحلة الأولى وهذه المرحلة تتضمن حسب نموذج جابر عبد الحميد ورفاقه

مهارات عرض الدرس – تصنيف الأسئلة الصفية- صياغة وتوجيه الأسئلة- اثارة الدافعية – التعزيز- مهارات الاتصال- إدارة الفصل التي تتضمن بدورها :استراتيجيات إدارة الفصل ومشكلات إدارة الفصل.

ا-مهارات عرض الدرس:

تقديم الدروس تختلف من معلم الى اخر وهذا طبقا لمهاراته وتحكمه في عرضه للدرس، فاختيار طريقة بيداغوجية مناسبة لا يعني شيئا اذا كان المعلم لا يملك فن تطبيق هذه الطريقة المختارة  ، فتناول الموضوع بصورة مشوقة و فعالة ونشطة تؤتي ثمارا انضج واحسن من الأسلوب السلبي الجامد .والحقيقة ان كل موضوع له تناول خاص وهذا راجع لطبيعة المعرفة وبنيتها ودرجة صعوبتها .على العموم اختيار أسلوب مناسب لعرض الموضوع يساعد على تحقيق الأهداف المسطرة ويرفع من جودة التدريس .

ب- تصنيف الأسئلة:

تتدرج الأسئلة حسب طبيعة الهدف المسطر والفئة المستهدفة فتنوع الأسئلة حب مستويات التفكير يطور من العملية التدريسية ، فتحفيز المتعلمين على التفكير والنقد والتحليل لا يكون الا بأسئلة تستهدف هذه المستويات .

ج- صياغة وتوجيه الأسئلة:

السؤال الجيد هو السؤال المصاغ بكيفية صحيحة ودقيقة وواضحة بعيدا عن الغموض ،فلا يعقل ان تكون الأسئلة على شكل احاجي او الألغاز .كذلك اثناء توجيه الأسئلة علينا نأخذ بعين الاعتبار قواعد طرح السؤال وتوجيه.

د-اثارة الدافعية :

اثبتت الدراسات ان هناك علاقة قوية بين الدافعية والتعلم لدي التلميذ  ، فكلما زادت الدافعية  زاد التعلم والعكس  صحيح  .فعلى المعلم ان يحرص على زيادة دافعية المتعلم نحو التعلم وذلك ابتداء من الهدف المسطر واهميته الحياتية لدى المتعلم وبطريقة عرضه للمحتوى وبصياغته للأسئلة الهادفة والمثيرة للتفكير وتحفيزه على التعلم وخلق جو إيجابي يساعد على تكوين علاقات ثقة بين المتعلمين مع بعضهم البعض و مع المعلم .

ه- التعزيز :

تجارب نظريات التعلم اثبتت دور التعزيز في تقوية او اضعاف السلوك ،فكلمة شكر تقال للمتعلم تعزز من سلوكه وتحفزه مرة أخرى المشاركة ونفس الشيء السخرية منه تولد النفور وتثبيط لسلوك المثابرة  .فالتعزيز ادة مجانية جيدة لو يحسن المعلم استخدامها في عمله التعليمي .وسلوك التعزيز لا يقتصر على الكلمة او اللفظ بل يتعدى الى ابتسامة ، حركة الرس ، إشارة باليد او كل ما يدل على استحسان فعل المتعلم .

ر- مهارات الاتصال:

الاتصال كتفاعل بين طرفين في وضعية تعليمية تعلمية يكتسي أهمية قصوى في التدريس  فبدونه لا يكون هناك تدريس

فعندا تحليلنا لعملية الاتصال داخل الصف نجد انفسنا امام سيرورات متشعبة ومتقاطعة واحيانا متصادمة حسب طبيعة موقف التواصلي خاصة في مواد العلوم الإنسانية اين الثقافة والأفكار والمعتقدات تكون لها دور في صياغة الطرح الفلسفي لموضوع الموجه للنقاش  ، تظهر براعة ومهارة المعلم التواصلية في كيفية طرحه للفكرة وتجاوز عوائق الاتصال سواء النفسية او البيداغوجية  او العقلية ،وقدرته ومهارته في استعمال لغة الإشارة بشكل تحفز المشاركة.ان مهارة الاتصال لا تقتصر فقط على اللغة الشفهية او الكتابية او لغة الإشارة بل حتى الهيئته وطريقة جلوسه وحركته بين الصفوف كلها رسائل يعمل المتعلم على تحليلها وقراتها ويبني عليها مواقفه وارائه ، لهذا على المدرس ان يحرص على ان تكون حركاته عادية غير مفتعلة او شاذة عن المعهود في البئة التدريسية

س- ادرة الفصل :

تظهر في هذه المرحلة مهارة المدرس في تسير حصته التدريسية  ، وهي تتضمن  استراتيجيات إدارة الفصل ومشكلات إدارة الفصل.

-استراتيجيات إدارة الفصل:

وتشمل تهيئة حجرة الدراسة مثل ترتيب وتنظيم المقاعد على شكل حرف u تنظيم السبورة وأجهزة التعليمية المساعدة والأدوات كذلك حركات المدرس وطريقة كلامه وكتابته ....

- ومشكلات إدارة الفصل:

هناك نوعين من المشكلات :مشكلات إدارية والتي تؤثر على التعليم ويتطلب حلها إداريا  ومشكلات الصفية المتعلقة بالمتعلمين كالانطواء والخجل او سلوكات عدوانية ...

3-التقويم :

فهذا النموذج لم يشرح التقويم ولم يبن طرق واستراتيجياته وقد أشار الى ذلك كمال عبد الحميد زيتون واعتبره نقصا في النموذج .

 

 


 

 

نوذج جابر عبد الحميد ورفيقيه (د زيد سليمان العدوان ود محمد فؤاد حوامدة، 2011، صفحة 179)

ملاحظة تم تغيير ترتيب تخطيط الدرس وتحليل خصائص المتعلمين من طرفنا نحن 

 

نموذج علي عبد المنعم :

يختلف هذا النموذج عن غيره انه ليس خطيا ، فالمدرس يستطيع ان يبدأ في ضوء ماتسمح به ظروف الموقف كما يمكنه الرجوع الى المراحل السابقة طبقا لتقييمه للموقف التربوي (د زيد سليمان العدوان ود محمد فؤاد حوامدة، 2011، صفحة 183) . ويتضمن هذا النموذج ثلاثة مراحل أساسية وهي : مرحلة التحليل والتحديد ، مرحلة التركيب والبناء ، مرحلة التقويم والتنفيذ .

أولا مرحلة التحليل والتحديد:

وتشمل هذا المرحلة:

- تحديد مجال الاهتمام

- الأهداف العامة

- خصائص المتعلم

- السلوك المدخلي أي المكتسبات السابقة التي لها علاقة بالأهداف المسطرة

 -تحليل المحتوى

- الأهداف السلوكية

- أدوات القويم.

ثانيا مرحلة التركيب والبناء:

يتم تصميم الأنشطة التعليمية والخبرات التي تساعد على تحقيق الأهداف المسطرة ، كما يتم اختيار استراتيجيات التعليم وما تتضمنه من الوسائل ومواد تعليمية وإجراءات تدبيرها وانتاجها (كمال عبد الحميد زيتون، 2003) . وتتشكل هذه المرحلة من

-تنظيم تتابع المحتوى : ويقصد بها تسلسل محتويات التدريس وتنظيمها وفق مبائ ديكارت او اعتماد أسلوب حل المشكلات  فهذه المرحلة تجيبنا عن السؤال الاتي كيف نقدم المحتوى للمتعلم ؟

-اختيار الاستراتيجية التعليمية : كل موقف له استراتيجية مناسبة فالطرق البيداغوجية والأنشطة المقدمة او المطلوبة من المتعلم وأساليب التقويم والوجبات المنزلية  كلها ترتبط بظروف وخصائص الموقف التعليمي .

-اختيار الوسائل والمواد التعليمية : اختيار وتصميم وإنجاز الوسائل التعليمية المتماشية مع الهدف المسطر والمحتوى المراد تدريسه ، والوسائل تختلف فعاليتها وجودتها حسب طبيعتها وطبيعة الصف الدراسي والمحتوى المراد تقديمه .

-بناء النموذج الاولي :وهذه هي خطوة التنفيذ والإنتاج ، ومنها نحصل على النظام المبدئي الجديد في صورته الأولية  

انها مرحلة :PROTOTYPE

ثالثا مرحلة التقويم والتنفيذ :

في هذه المرحلة نجد ثلاثة خطوات وهي تجريب النموذج ، تحليل النتائج وعمل تعديلات ، التنفيذ والمتابعة .

- تجريب النموذج: يتم تجريب النموذج على عينة صغيرة من المتعلمين او يمكن تقديمه لمدرسين اخرين للحكم عليه واستخلاص البيانات عن  النموذج.

- تحليل النتائج وعمل تعديلات: من خلال البيانات المحصل عليها يقوم بإدخال التعديلات الضرورية او تطوير بعض عناصره : إعادة صياغة الأهداف ، تغير المحتوى ، تبديل استراتيجية التدريس  تطوير وسائل تعليمية ....

- التنفيذ والمتابعة: في هذه المرحلة ينفذ التصميم  وتتم متابعته وتقييمه من اجل معاجلة  النقائص او الثغرات التي يمكن ان تظهر مع التنفيذ .

نموذج على عبد المنعم





نموذج كمال عبد الحميد زيتون:

ينظر هذا النموذج الى التدريس على انه يتكون من ثلاثة مهارات وهي :

-         مهارات ما قبل التدريس

-         مهارات التدريس

-         تقويم مخرجات التدريس. (كمال عبد الحميد زيتون، 2003، صفحة 149).

أولا - مهارات ما قبل التدريس :

وتعني المهارات المرتبطة بتخطيط التعليم وتصميمه والتي يحتاج اليها المعلم قبل تفاعله ودخوله الفعلي في الموقف التدريسي، ويندرج تحتها العديد من المهارات الفرعية :

1-صياغة الأهداف التدريسية

2-تحليل المحتوى التعليمي

3-تنظيم بيئة الفصل

4-اختيار مدخل التدريس (نماذجه، طرقه، واستراتيجياته)

5-اختيار الوسائل التعليمية

6-تخطيط التدريس

ثانيا مهارات التدريس:

1-تحسين التدريس.

2-جذب الانتباه.

3-إثارة الدافعية.

4-توجيه التعزيز .

5-فن طرح الأسئلة .

6-إدارة الفصل.

ثالثا تقويم مخرجات عملية التدريس (نتائج التدريس).

1-تقويم مخرجات التعليم .                                             

2-الواجب المنزلي. (كمال عبد الحميد زيتون، 2003، صفحة 154).

 

نموذج كمال عبد الحميد زيتون

خلاصة عامة عن النماذج التدريسية السابقة :

تلتقي النماذج الأجنبية والعربية في منظورها الفلسفي للتدريس فهي تنطلق من زاوية السلوكية  لتدريس وأيضا من نظرتها للعملية التعليمية على انها نظام يحوي مدخلات وعمليات ومخرجات  وهذا ليس خافيا لمدى تأثير المدرسة الامريكية في بناء هذه النماذج . وكما هو معروف ان مفهوم النماذج وتصاميمها عسكري المنشأ ، فضرورة  تطوير طرق التدريب واستراتيجياته ومحتوياته واعداد النخبة من الجنود المؤهلين اقتضى ذلك على الجيش الأمريكي إيجاد تصاميم فعالة تحقق الأهداف المسطرة ، فعمل على انشاء  مراكز خاصة لتطوير التدريب وتحديث تقنيات واستراتيجيات وتصاميم خاصة تحقق الهدف المنشود .ففي فترة الأربعينيات والخمسينات تم تصميم الكثيرا من النماذج لتلبية الحاجات التدريبية في المؤسسة العسكرية على يد جيمس فن (James  Finn) وفي الستينيات والسبعينات على يد برجز(Briggs) وجانييه وبناثي  (Gagne and Banathi)  وقد اقتبست النماذج عن تلك المؤسسات دون تطويعها لتلائم نظم التعليم المدرسي الا من منتصف الستينات.   (كمال عبد الحميد زيتون، 2003، صفحة 149). كما ان النماذج لم تميز بين المنظومة التربوية والجامعية والتكوينية ، ذلك ان كل منظومة لها خصائصها وبنيتها والغاية من وجودها .فنموذج ADDIE هو نموذج مصمم للمنظمات الصناعية اكثر منه للمدارس ونموذج زيتون مصمم للمدارس اكثر منه لمراكز التكوين او التدريب . اما نموذج ASSUREفقد اعطى لوسائل التعليمية والتكنولوجيا أهمية كبرى وتجاهل بينة المحتوى الذي سيقدم للمتعلمين .على العموم يمكننا القول ان الباراديجم  التعليم اكثر تبنياً من الباراديجم التعلم بالرغم من التوجه الحديث للبيداغوجيا وتبنيها للمقاربة السوسيو بنائية ، فبيداغوجيا الأهداف مازالت المسيطرة في الممارسات التربوية وذلك لسهولة تصميمها وتقويمها على عكس المقاربة السوسيو بنائية التي تتطلب تكييف ومرونة في النظام التربوي والتكويني من الناحية التنظيمية والقوانين وإعطاء حرية اكبر للمدرس في تنظيم العملية التدريسية برمتها .

النموذج المقترح من المؤلف (حمودي نورالدين):

تصميم نموذج التدريس وفق المقاربة السوسيو بنائية (الكفايات) يستوجب منا استحضار النظرية الجشطالتية ونظرية البنائية لبياجي و نظرية المنطقة القريبة للنمو (Zone of proximal development) لفيجوتسكي  انظر مقال جذور بيداغوجيا الكفايات بأجزائه الخمسة على موقعنا (sciencenews003.blogspot.com) .فالمغزى العام من التصميم هو تحول من التعليم الى التعلم ، من التركيز على المعلم الى التركيز على المتعلم ، المعلم سيكون الوسيط او المساعد وفق نظرية (ZPD)  يمد يد المساعدة للمتعلم في تحقيق الكفايات المستهدفة.كذلك تجويد التربية والتعليم والتكوين يرتكز على الرؤية  الواضحة من المجتمع للمنظومة التربوية ككل ( المنظومة التربوية ، الجامعية ، التكوين والتعليم المهنيين )، وتتجلى هذه الرؤية على شكل فلسفات وغايات واهداف وتوصيات لجان تصميم المناهج والبرامج .

يتشكل نموذج التدريس من سلسلة من خطوات خطية في بناء الكفاية ولا خطي في تقويم مسارات البناء ، فالتقويم عملية مستمرة بنائية تستوجب نظاما مرنا قابل لتعديل والتكييف على مستوى بنائه الجزئي (تصحيح نشاط معين ) او مرحلي  (تغير او استبدال خطوة او مجموعة  خطوات).

مراحل النموذج:

1-تحليل العمل ومتطلبات التكنولوجية:

التعليم الجامعي او التكوين والتعليم المهنيين مخرجاته موجهة للسوق العمل أي لمتطلبات الوظائف ، سواء كانت الوظائف: إدارية او إنتاجية او خدمية ، فالعامل او رئيس مصلحة او طبيب او محامي او قاضي كلها وظائف او مهن او حرف تستدعي تعليما وتكوينا ، تتكفل الجامعة او التكوين وتعليم المهنيين بهذه المهمة .ولكي يكون التعليم او التكوين وظيفيا عليه ان ينطلق من تحديد كفايات المشكلة للوظيفة او مهنة او حرفة ، ونعتمد هنا على تحليل العمل. هذه التقنية تقدم لنا كل ماله علاقة بالوظيفة او المهنة من: المهام  والعمليات والمهارات والمعارف والتكنولوجيا والاخطار وشروط العمل.....

2- تحديد الكفايات : 

بناء على الخطوة السابقة نقوم بإعداد قائمة الكفايات مع ضبط كل كفاية بمعايير ومؤشرات الدالة على التحكم في الكفاية ودرجة هذا التحكم.

3- تحديد حاجيات التكوين : بناء على دراسات استشرافية  يتم تحديد قائمة التخصصات التي يحتاجها المجتمع على المدى القصير والمتوسط والطويل بناء على مؤشرات النمو  حيث يتم اعداد قوائم التخصصات التي سيكون عليها الطلب مستقبلا او تغيير بعض التخصصات او ادماج تخصصات مع بعضها البعض او تفكيك تخصص الى تخصصات اكثر تخصصا  او برامج  تحسين مستوى نتيجة معرفة او تكنولوجيا جديدة . يشرف على المراحل الثلاثة   لجان من الخبراء الاقتصاديين والتربويين والمستشارين  وأساتذة الجامعة و التكوين و المفتشين و كل من له الكفاية في هذا المجال إضافة الى مندوبو كل القطاعات الوزارية .

4-تحديد الكفايات المستهدفة :

هذه المرحلة تحدد فيها الكفايات المستهدفة سواء الجامعية او التربية او التكوين وتكون مضبوطة من حيث الصياغة والمعايير والمؤشرات وأيضا من حيث العلاقات مع بعضها البعض سواء علاقات وظيفية او تراتبية

5- تحديد الأهداف البيداغوجية :

  يتم التعبير عن الكفاية بيداغوجيا بالهدف التربوي الذي يصاغ بصورة دقيقة مخالفا الباراديجم السلوكي الذي يجزء النشاط الى الى حركات دقيقة . فالهدف التربوي وفق الباراديجم السوسيوبنائي يكافئ الهدف العام من المنظور السلوكي تقريبا  طبعا القاعدة ليست دائما صحيحة

6-تحديد المحتوى :

انطلاقا من الهدف البيداغوجي يتم تحديد المحتوى الذي سيكون معرفي ،وجداني، مهاري، منهجي..

7- بناء المحتوى :

هنا يجمع المعلم ما تم تحديده في الخطوات السابقة ويهندس استراتيجية مناسبة تتضمن الأهداف المحددة بدقة والمحتوى الهادف والمعرفة الدقيقة للفئة المستهدفة بالتكوين .سيبنى المعلم على ضوء معطياته التنظيمية من الزمن المحدد الحجرات  عدد المتعلمين ، الوسائل المتاحة او التي سيعمل على تطويرها لاستهداف عنصر من عناصر درسه او تحضير الورشة  من أدوات ومعدات وتكنولوجيا مستهدفة اذا كان الهدف مهاري او أفلام وحصص او ندوات اذا كان الهدف وجداني  او جمع كل هذه العناصر اذا كنا نستهدف كفاية بجميع مواردها .تخطيط الدرس يستلزم أيضا معرفة بعض مبادئ علم أعصاب التربوي  Neuroéducation وعلم الارغونوميا المعرفية التي تهتم بـ: معالجة المعلومات. من لحظة استقبالها الى حين ترجمتها الى افعال وسلوكات. ذلك ان تحديد وتسير وقت الحصة لا يعتمد فقط على المعلم بل أيضا على سرعة الدماغ في معالجة المعلومات والبيانات وهي تختلف من شخص الى اخر  والمتوسط هو المعمول به ،مع تقديم الدعم للضعفاء من المتعلمين على شكل أوقات إضافية او واجبات منزلية

 يتم بناء المحتوى وتصميمه وفق استراتيجيات التدريس التي تركز على التعلم ، فيصمم على شكل نشاطات ومشكلات ومشاريع بيداغوجية

8- تحديد تمثلات المتعلمين :

 يتم جرد المعارف السابقة التي لها علاقة بالدرس فعلى أساسها تتم عملية البناء

9- اعدا الموارد والسنادات:

  الوثائق التي ستقدم للمتعلم والتي سيعتمد عليها النشاط  مثلا احصائيات ، جداول ، شهادات ...

10-تصميم وضعيات تعليمية تعلمية : 

اعتمادا على المراحل السابقة يقوم المعلم بتصميم وضعية التعلم وهي عبارة عن سيناريو ديداكتيكي : كيف يمهد للدرس ، تقديم النشاط ، تنظيم المتعلمين ، تفويجهم ،تنظيم المداخلات ، الوقت (timing) ....

11- تجهيز واعداد المخبر او الورشة

12- تصميم واعداد واختيار الوسائل الديداكتيكية

13-انجاز أدوات التقويم :

 تبنى أدوات التقويم من المعايير والمؤشرات المحددة في الكفاية المستهدفة

14- مراجعة المكتسبات السابقة:

وتتضمن مراجعة المكتسبات السابقة وهذا لربط الدروس الماضية بموضوع الدرس الجديد ، ويطلق عليها بالتقويم التشخيصي لتحديد تمثلات  المتعلمين  (Prérequis)

15-تمهيد للدرس:

 يمهد لدرس الجديد بأسئلة او حادثة او كيفية الحصول على منتوج معين  بحيث يقودنا للعنوان ثم نكتب عنوان الدرس

شرح الأهداف المستهدفة وايضا أهمية تحقيقها  ثم شرح الطرائق التي سيستعملها الأستاذ في الدرس وهذا انطلاقا من العقد الديداكتيكي بين المعلم والمتعلم

16-تقديم نشاط 1:

ويكون على شكل وضعية- مشكلة (situation-problème)

هدف النشاط خلق حالة اللاتوازن عند المتعلم ( انظر نظريات التعلم على موقع (sciencenews003

بناء على السيناريو الديداكتيكي المصمم يعمل الأستاذ هنا على تنفيذه ويحتوي على المراحل التالية :

1-تمهيد للنشاط  

 2-تقديم النشاط

 3-تعليمات الخاصة بالنشاط ( تحديد قواعد العمل وتنظيم المتعلمين سواء نشاط فردي او جماعي ..)

 4-تقديم وثائق وسندات النشاط

17- مناقشة النشاط:

مناقشة بين المتعلمين وبمساعدة المعلم  (مدخل التعلم التعاوني) المساعدة على تقويم الذاتي

18 تقديم تدريبات مكافئة لنشاط 1 :

تعبئة الموارد والمعارف لحل وضعيات مشكلة مشابهة

19-تقويم نشاط 1

التقويم التكويني يشمل جميع مراحل الدرس

20- تقديم نشاط N: 

يمكن ان يشمل الدرس نشاط او نشاطين او ثلاثة او أربعة حسب طبيعة الهدف المستهدف  يستحسن تغيير من استراتيجيات النشاط من حل للمشكلات الى استكشاف الى مشروع بيداغوجي ...الى الصف المعكوس ...

21-تقويم النشاط N:

التقويم حسب طبيعة النشاط واستراتيجياته.

22- وضعية ادماجية جزئية :

بيداغوجيا الادماج أساسية في المقاربة السوسيو بنائية   تتم تصميم وضعيات ادماج جزئية لتحقق عملية البناء او ما يسمى الهيكلة  طبعا هناك ادماج جزئي وادماج كلي في اخر الوحدة الدراسية او سنة دراسية .

23-أنشطة التقويم والدعم:

انطلاقا من التقويمات السابقة ينشا مخطط الدعم ويمكن ان يكون اسبوعي او شهري او كلما اقتضت الضرورة .

24- وضعية- مشكلة :

وضعية-مشكلة السابقة كانت جزئية تستهدف جزء من الكفاية   في النهاية تصمم وضعية- مشكلة تحاكي الواقع بدراجات مماثلة أي مكافئة حيث يعمل المتعلم على تعبئة موارده ومعارفه السابقة لحلها وتكون قبل الوضعية الادماجية .

25-الوضعية الادماجية :

 الهدف منها تقويم كفاية المتعلم والمصادقة على مكتسباته . ويستخلص من هذه الوضعية اهم نقائص التصميم وكيفيات تطويره وتحديثه .

نموذج حمودي نورالدين 2019




 

ان المراحل السابقة ماهي الى نموذج يمكن الاستعانة به في تصميم درس وفق المقاربة بالكفايات ويبقى النسق العام الذي يحيط بالتعليم او التكوين محددا أساسيا في بناء التصميم المناسب للدرس .

 

 

 

Bibliographie

د زيد سليمان العدوان ود محمد فؤاد حوامدة. (2011). تصميم التدريس بين النظرية والتطبيق. عمان الاردن: دار المسيرة للنشر والتوزيع.

كمال عبد الحميد زيتون. (2003). التدريس نماذجه ومهاراته. القاهرة: عالم الكتب.

 

 

 

 

 

 

 


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع