القائمة الرئيسية

الصفحات

النقل الديداكتيكي الداخلي Internal Didactic Transposition

 -النقل الديداكتيكي الداخلي Internal Didactic Transposition :




حمودي نورالدين

في هذا الجزء سنتطرق الى النقل الديداكتيكي الداخلي  اين يكون للمكون او المعلم الدور الأكبر في هذا المستوى انطلاقا من تحويل وتكييف المحتوى المقرر الى محتوى تعليمي يتماشى والمجتمع التربوي المستهدف  ،ولتذكير أن الانتقال من معرفة العالم إلى معرفة التعليم، لا يمكنه أن يكون  مباشرا، بل يمر التحويل بمرحلتين: الأولى تتمثل في التحويل الخارجي، أي  تحويل معرفة العالم  savoir savant إلى المعرفة للتعليم  savoir à enseigner  أما المرحلة الثانية تتمثل في التحويل الداخلي، وهي عبارة عن تحويل المادة للتعليم إلى مادة  التعليم le savoir enseigné. (الزهراء، 2006).هذه الأخيرة أي المعرفة المُدرسة le savoir enseigné تتمثل فيما يقدمه المدرس لمتعلميه داخل القسم ،هامش تدخل الأساتذة : اقتراحاتهم ، خططهم ، ابداعاتهم، اعتمادا بطبيعة الحال على المعرفة المدرسية ، المنهاج الدراسي ، الكتب المدرسية ، التوجيهات التربوية ، المذكرات الوزارية ، الملتقيات التربوية والتكوينية . (د احمد الفاسي)

 ويمكن فهم مجموعة التحولات التي يمليها النقل الديداكتيكي الداخلي بشكل أفضل في سياق التحليلات المتعلقة بالعقد الديداكتيكي الذي يصف الفعل والعلاقة المتبادلة على المستوى المعرفي والاجتماعي العاطفي  بين المعلم والمتعلم.(Paun, 2006) .اذا مادة التعليم هي المادة التي خضعت لنقل الديداكتيكي الخارجي، تم تصنيفها وتبويبها على شكل منهاج او المقرر الدراسي وفق قواعد و وقوالب تنظيمية ( le canevas)  ، هذه القوالب ليست علمية بل فقط مخططات تسمح بتنظيم المعرفة بشكل محدد متفق عليه بين المحررين للمنهاج حتى يسهل استخدامه من طرف المدرسين ثم اخضعت مرة ثانية لانزال معرفي من طرف المدرس اخذا بعين الاعتبار السياق العام الذي ستدرس فيه ، فالمؤسسة  التي الأستاذ عنصرا فيها ستكون كما يقول شوفلار في مواجهة مشكلة اختيار المعرفة التي تراها مهمة في تكوين  المتعلمين. (Dollo, 2005).   فالحقيقة لا نستطيع الاحاطة بما يقدم فعلا داخل حجرة القسم فهي المجال المخصص للمعلم، ومن الصعب ملاحظة معرفة التدريس وتحديد معالمها المتعددة ،فوجود شخص خارج المجموعة لتقصي يعتبر اجنبي وقد يفسر  على انه تعدي على حرم القسم المكفول للمعلم وتلامذته . (Jean-Benoît Clerc, Patrick Minder, Guillaume Rodui، 2006). ان الاستاذ في وضعية التدريس سيكون امام ثلاثة تحديات عليه تجاوزها.هذه التحديات تكون على شكل عوائق ديداكتيكية ،وقد صنفها بروسو Brosso في عوائق ذات اصل أنطوجينيكي، تكون مرتبطة بالسن ونمو الطفل، وعوائق ذات منشأ ديداكتيكي، تنجم عن منهجية التدريس والطرائق التعليمة، ثم هناك عوائق ذات أصل ابستمولوجي مرتبطة بصعوبة المادة وتطورها التاريخي.  (بوغالم، 2018).

هذه العوائق تغير من نظرتنا لعملية التعليم لأنه بالنسبة للعديد من المعلمين، أن نقل المعرفة يعني سكبها في رأس التلميذ: إنه مفهوم الرأس الفارغ (tabula rasa).. (ABDELLI, 2016, p. 18). فالتلميذ ليس خاوي الذهن، يقول بياجي اننا نتفاعل لكي نتعلم  لذلك من الضروري خلق صراعات اجتماعية معرفية لتسهيل اكتساب المعرفة. (ABDELLI، 2016، صفحة 18).اذا يتماشى النقل الديداكتيكي مع فعل الأستاذ في طريقة تصميمه للدرس وتنفيذه وتقويمه ، فالمحتوي التعليمي كجزء من تصميم الدرس وكموضوع لنقل الديداكتيكي يَتهيْكل في تمشيات وتدابير يُخطط لها وفق المنظور المتبنى من طرف المعلم .ومثال على ذلك ان في  المرحلة التي تمتد من 7سنوات الى غاية 14 سنة تقريبا يربط الطفل المعرفة بخبراته اليومية ، أي ما يقابلها في الواقع ، فالرياضيات التي تقدم له مهارات الجمع والضرب تكون مادتها أشياء محسوسة مرتبطة بخبرته النشوئية ، فهو في مرحلة العلميات المحسوسة ، قادرا على إستخدام التفكير المنطقي لكن مع الموضوعات المادية ،فإدخال مفاهيم الرياضيات والفيزياء يجب ان تتماشى وخصائص المرحلة ، إن تناول المفاهيم المجردة سيكون خطأ ديداكتيكياً إن لم يأخذ بعين الاعتبار مستوى نضج المتعلم الذي يعتبر من المحددات الأساسية في صياغة محتويات التعلم .

وقد لخص دكتور خالد البورقادي دور المدرس في النقل الديداكتيكي الداخلي في نقاط التالية :

1- تحديد المفاهيم الأساسية.

2-تحديد الشبكة المفاهيمية بالنسبة لكل مفهوم مدمج بهدف تنظيم المحتوى .

3-مراعاة مستوى صياغة المفاهيم للفئة المستهدفة.

4-ضبط تاريخ المفاهيم المراد تدريسها.

5- مراعاة تمثلات التلميذ واستثمارها وإعادة بنيتها من جديد.

6- الإلمام بالعوائق الإبستمولوجية المتعلقة بالمفاهيم المسطرة.

7-بلورة المعارف المنهجية على شكل كفايات و قدرات

8- اختيار الوضعيات التعليمية الملائمة

9- تجنب تقديم المعرفة الجاهزة المعطلة لقدرات التلاميذ والسعي إلى استدراج المتعلم للمساهمة في بناء المعرفة بنفسه من خلال تهيئ مشاكل للحل وجعلها موضوعا للتعلم ولاكتساب خبرات جديدة. (د خالد البورقادي، 2017)

Bibliographie

ABDELLI, M. (2016). INITIATION A LA DIDACTIQUE DES MATHEMATIQUES. UNIVERITE FRERES MENTOURI CONSTANTINE 1.

Dollo, C. (2005). Généricité/spécificité d’un concept : la transposition. Revue suisse des sciences de l’éducation.

Jean-Benoît Clerc, Patrick Minder, Guillaume Rodui. (2006). La transposition didactique.

Paun, E. (2006). Transposition didactique : un processus de construction du savoir scolaire. Carrefours de l'éducation, 8.

بوخاتمي زهرة. (2018). النقل الديداكتيكي. التعليمية، 58.

بوغالم, د. ج. (2018). العائق من الإبستمولوجيا إلى الديداكتيكية -التوظيف الديداكتيكي لمفهوم العائق الابستمولوجي. التعليمية, 117.

بوكرمة أغلالال فاطمة الزهراء. ( 2006). النقل الديداكتيكي لعلوم العلماء. مجلة العلوم الإنسانية- جامعة محمد خيضر بسكرة، 03.

د احمد الفاسي. (s.d.). الديداكتيك مفاهيم ومقاربات. تطوان: المدرسة العليا للاساتذة جامعة عبد المالك السعدي.

د خالد البورقادي. (2017). النقل الديداكتيكي.

 

 

 

 

 

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع