مفهوم التربية والبيداغوجيا وديداكتيك
التربية
التربية
لغة:
جاء
في قاموس معجم اللغة العربية المعاصرة صفحة 842 ما يلي
رب الاب
ولده: وليه وتعهده بما يغديه وينميه ويؤدبه
اما
في لسان العرب جاء ما يلي:
ربوت
في حجره بمعنى نشأت فيهم وجاء عن ابن الاعرابي
فمن يك سائلا عني فإني بمكة منزلي وبها ربيت
الاصمعي
ربوت في بني فلان اربو: نشأت فيهم ومنها تربية
وقال
وهذا كل ما ينمي الولد والزرع صفحة 1574 لسان العرب ابن منظور
وجاء
في مجلة التربية
ما يلي
يرجع كلمة التربية في اللغة العربية الى الفعل يربو فيقال ربى الولد أي غذاه وجعله
ينمو وربا الشيء أي زاد ونما صفحة 61 مجلة كلية التربية المجلد 2 عدد1 كانون الثاني
2012
وعليه
فإن مدار كلمة التربية عند العرب هي السياسة والتنمية والقيادة، لذلك كان فلاسفة العرب
يسمون هذا الفن سياسة، فقد ألف ابن سينا كتابه" سياسة الرجل أهله وولده
"، وكان مصطلح التربية يشمل العلم والأخلاق وحسن السلوك والتصرف جميعا.
مثلا
راي ابن سينا في سياسة الرجل ولده فيقول:
ان من
حقّ الولد على والديه إحسان تسميته ثم اختيار ظئره (أي مرضعة) كي لا تكون حمقاء ولا
ورهاء [اي ذات خرق وسوء رأي] ولا ذات عاهة فان اللبن يعدي كما قيل. فاذا فطم الصبي
عن الرضاع بدئ بتأديبه ورياضة اخلاقه قبل ان تهجم عليه الاخلاق اللئيمة وتفاجئه الشيم
الذميمة فان الصبي تتبادر اليه مساوئ الاخلاق .......
ومصطلح
التربية لم يكن موجودا في اللغة الفرنسية قبل عام 1527 م، وبدأ في الظهور منذ عام
1549 م وحتى عام 1649 م كان مفهوم التربية هو الدلالة على تكوين الجسد والنفس، وهي
تلك العناية التي نقدمها للأطفال
تعريف
التربية عند بعض الفلاسفة
– أفلاطون
427-347 ق م: التربية هي ان تضفي على الجسم والنفس كل الجمال والكمال
– ارسطو
384-322 ق م: التربية هي إعداد للعقل كما تعد الأرض للبذر
– جون
جاك روسو 1712-1773: إن واجب التربية ان تعمل على تهيئة الفرص الإنسانية
– بيستالوزي
1746-1827: التربية هي إعداد الإنسان لتحمل مسؤولياته المختلفة في الحياة
– جون
ستيوارت ميل 1806-1873: التربية تشمل التأثيرات التي تتركها في الفرد كل من القوانين
نظام الحكم الفنون العادات والتقاليد وحتى المؤثرات البيئة الطبيعية مثل المناخ
– اميل
دوركهايم 1858-1917: التربية هي التأثير التي تمارسه الأجيال الراشدة على تلك التي
لم تتهيأ بعد للمشاركة في الحياة الاجتماعية
–ابو حامد الغزالي 1055-1111: التربية هي صناعة التعليم
وهي من أشرف الصناعات التي يستطيع الإنسان أن يحترفها
– ساطع
الحمري: هي ان تنشأ الفرد قوي البدن حسن الخلق صحيح التفكير محبا لوطنه معتزا بقوميته
مدركا لواجباته مزودا بالمعلومات التي يحتاج اليها في حياته
-مالك
بني نبي 1905-1973: يتناول هذا المفكر مفهوم التربية من خلال مفهوم الثقافة لأنه يري
بان الثقافة المربية هي مجموعة الصفات الخلقية والقيم الاجتماعية التي يتلقاها الفرد
منذ ولادته في الوسط الذي ولد فيه
تعريف
روني اوبير، إذ عرف التربية بأنها مجموع التأثيرات والأفعال التي يمارسها بكيفية إرادية،
كائن إنساني على آخر، غالبا ما يكون راشدا على شاب صغير، والتي تستهدف تكوين مختلف
الاستعدادات التي تقوده إلى النضج والكمال
كلمة
الفرنسية المقابلة لها هي education:
التربية او التهذيب، تأديب، ثقافة، علم التربية، المرجع المنهل قاموس عربي فرنسي دسهيل
ادريس ص 493
وحسب
la Rousse فإن التربية يقصد بها فعل تهذيب
وتكوين وتعليم شخص.
اما
جون ديوي يعرف التربية انها "عملية مستمرة لإعادة بناء الخبرة، بهدف توسيع وتعميق
مضمونها الاجتماعي.
وقد
جاء تعريف اليونيسكو في مؤتمرها بباريس لكلمة التربية إنها مجموع عملية الحياة الاجتماعية
التي عن طريقها يتعلم الأفراد والجماعات داخل مجتمعاتهم الوطنية والدولية ولصالحها
أن ينموا وبوعي منهم كافة قدراتهم الشخصية واتجاهاتهم واستعداداتهم ومعارفهم وهذه العملية
لا تقتصر على أنشطة بعينٌها"
أما
التربية بالمعنى الواسع، فهي تتضمن كل عملية تساعد على تشكيل
عقل
الفرد وخلقه وجسمه باستثناء ما تم وراثته
التربية الحديثة هي حركة بيداغوجية تركز على الطفل
وتفضل الطرق الحية التي تعمل على مشاركة الطفل في العملية التعليمة الخاصة به.
فخصوصية
التربية الحديثة ترتكز على بعض المبادئ البسيطة فهي ترفض التركيز على المحتوى والسلطة
الكلية للراشدين. فهي تنطلق من مركز اهتمام الطفل وتحفز العمل المشترك بين المتعلمين
وترفص الصراع بينهم وتفضل أكثر الاكتشافات التي تكون من طرف المتعلم وتتجنب العروض
الدوغمائية.
لكي
تصل التربية الى تحقيق هذه الأهداف فهي توصي باحترام مراحل وخصائص نمو المتعلمين وعدم
الانسياق وراء التركيز على المعرفة الصرفة التراكمية الغير فعالة
بدأت
حركة التربية الحديثة في المانيا مع فروبيل 1782-1852.
البيداغوجيا:
مصطلح
البيداغوجيا يتشكل من كلمتين:
بيداpeda ويعني
طفل
غوجيا
gogie تعني عناية، اهتمام، مرافقة
اصطلاحا
حسب
قاموس: LA ROUSSE
مجموعة
الطرق المستعلمة لتربية الأطفال والمراهقين
ممارسة
تربوية في مجال محدد: طريقة التعليم
القدرة
على التدريس، حس بيداغوجي
يعود
تاريخ "بيداغوجيا" إلى عام 1495 وفقًا لقاموس Le Robert. اعترفت الأكاديمية الفرنسية بها منذ عام
1762.
في صفحة
الاكاديمية الفرنسية نجد مايلي :
بيداغوجيا
والبيداغوجي جاءت من اللاتينية، من الكلمات اليونانية التي تم إنشاؤها باستخدام الفعل
agein ، "للقيادة ، تسير"
، ومن الاسم pais ،
payos ، "الطفل". في الواقع،
قبل أن يصبح المعلم، كان البيداغوجي عبدًا مسؤولاً عن مرافقة الأطفال إلى المدرسة.
طبعا البيداغوجيا والبيداغوجي ليس لهما نفس المعنى العبد ولا يمكن استبدالهما.
البيداغوجيا،
وهي صفة، تتعلق قبل كل شيء بالأشياء: الطريقة التربوية، والتكوين البيداغوجي، والكتابات
التربوية لامونتان ، وروسو ، وغيره من الكتاب
والمفكرين . البيداغوجي هو الاسم الذي يشير إلى الشخص المهتم بالبيداغوجيا أو الذي
يهتم بالبيداغوجيا في تعليمه؛ ويتم استخدامه كلمة البيداغوجي كسمة او صفة مثل، بياجيه
بيداغوجي عظيم.
بالنسبة
لفرانسواز كليرك (Françoise
Clerc)،
فإن البيداغوجيا هي "كل المعارف العلمية والعملية والمهارات العلائقية والاجتماعية
التي يتم حشدها لتصميم وتنفيذ استراتيجيات التدريس".
يعتبر
فرانك موراندي (Franc
Morandi)
أن البيداغوجيا هي "دراسة وتنفيذ شروط التعلم.
ان الشيء
الملاحظ ان مصطلح البيداغوجيا يستعمل كمرادف لتربية فكثير من كتاب التربويين يستعملون
مصطلح البيداغوجيا كمرادف لتربية خاصة عندا الناطقين بالفرنسية اما الناطقين بالإنجليزية
فانهم يفضلون كلمة التربية. في الجزائر يستعمل المهتمون كلمة البيداغوجيا ويطلقونها
عندما يكون المجال محدد كأن نقول بيداغوجيا الأهداف او الكفايات لكن عندما يتكلمون
عن مواضيع عامة فإنهم يستخدمون كلمة التربية مثل المنظومة التربوية النظريات التربوية
وهكذا
ديداكتيك
هو العلم
الذي يدرس تطبيقات وطرق البيداغوجية
في
1649 Comenius نشر في تشيك عمله المعنون بـ
الديداكتيكية الكبرى واستعمل المصطلح كمرادف لكلمة البيداغوجيا لمدى طويلة من الزمن
خلال العقود الماضية انفردت وتميزت الديداكتيكية
عن البيداغوجيا حيث استقلت فكريا وسيكولوجيا وأبستمولوجيا .
فالديداكتيك
تهتم وتركز على اختصاص وكيفية تدريسه فهي تعمل على تحويل المعرفة العلمية الى معرفة
قابلة لتدريس
ويعرفها
قاموس larousse نظريات ومناهج تدريس اختصاص
ويقول
لا لاند ان الديداكتيك هي شق من البيداغوجيا موضوعه التدريس ( 1972Lalande .A,)
فهي بالأساس تفكير في المادة الدراسية بغية تدريسها حسب جاسمن
ويعرفها
الإيطالي روجي ميكيلي بـ مجموع الطرائق والتقنيات والوسائل التي تساعد على تدريس مادة
معينة
وكلمة
ديداكتيك تنحدر من اصل يوناني didactikos او didaskein ويترجمها قاموس روبير بـ enseigne درس او علم بتشديد اللام
اما
محمد الدريج يعرفها بـ الدراسة العلمية لطرق التدريس وتقنياته , ولاشكال تنظيم مواقف
التعليم التي يخضع لها المتعلم قصد بلوغ الأهداف المنشودة , سواء على المستوى العقلي
او المعرفي او الانفعالي الوجداني او الحس الحركي المهارى كما تتضمن البحث في المسائل التي يطرحها تعليم المواد. ا/د نصرالدين جابر دروس علم النفس البيداغوجي
ويمكن
تقسيم ديداكتيك الى عام وخاص
ديداكتيك
العام :يهتم بكل ماهو مشترك وعام في تدريس
جميع المواد أي القواعد والاسس التي يتعين مراعاتها من غير اخذ خصوصيات هذه المادة
او تلك بعين الاعتبار
ديداكتيك
الخاص: او ديداكتيك المواد يهتم بما يخص تدريس مادة من مواد التكوين او الدراسة، من
حيث الطرائق والوسائل والأساليب الخاصة بها .
ا/د نصر الدين جابر المرجع السابق
ويحدد
استولفي وديفلاي مجال اهتمام تدريسيات المواد بـدراسة التفاعلات التي تربط بن كل من
المدرس والمتعلم والمعرفة داخل مجال مفاهيمي معين , وذلك قصد تسهيل عملية تملك المعرفة
من قبل المتعلمين . المرجع علم تدريس المواد لـ د/رياض الجوادي
ويقترح
د/ رياض جوادي مصطلح التدريسية كمقابل للفظ ديداكتيك ذلك انها اكثر تعبير واقلا تشويشا
من المصطلحات الأخرى
وتدريسية المواد تهتم
بثلاثة مجالات وهي
المجال الإبستمولوجي
المجال النفسي
والمجال النفس
اجتماعي
ونستطيع تلخيص التعاريف السابقة في
ان التدريسية او الديداكتيك كما يحلو للجزائرين والمغاربة تسميتها عبارة عن علم يهتم بمحتوى المادة وكيفية تدريسها .
تعليقات
إرسال تعليق