المقاربات البيداغوجية
المقاربة بالكفايات
تحديد المفاهيم
مفهوم الكفاية:
الكفاية la compétence كمصطلح وكمفهوم لا يأخذ
نفس الدلالات والمعاني في العلوم القريبة من علم التربية كعلم النفس وعلم اللسانيات
وعلم الشغل ذلك ان استعمال مصطلح الكفاية لا يحمل نفس مدلولات المصطلح في التربية.
اللسانيون والكفاية
فاللسانيون حسب
جونير يميزون صراحة بين الكفاية والانجاز la performance فهذا الأخير هو التحقيق الفعلي للكفاية اللغوية في وضعية تواصل
اما الكفاية فهي في مرتبة الوجود الممكن او الافتراضي وتنتمي الى المجال الفردي
مثلها مثل الكلام بينما يقع الإنجاز في
مرتبة الوجود الفعلي المتحقق الملموس وينتمي الى المجال الاجتماعي مثله مثل اللسان.
فالكفاية اللسانية معرفة ضمنية او مضمرة savoir implicite تتركب من
مجموعة من القواعد التي تمنح لفرد ما إمكانية توليد فعلي لعدد لا متناهي من
التراكيب اللغوية إذا يتعلق الامر هنا أساسا بطاقة فردية كامنة لم تنشط بعد إذا الكفاية عند اللسانيين شيئا افتراضيا إمكانيا:
une virtualité اما الإنجاز فهو الاستعمال الفعلي للغة في وضعيات ملموسة إذا هو
تحقيق للكفاية
السيكولوجيون والكفاية
يقر السيكولوجيون بوجود اختلاف وتكامل بين الكفاية
والانجاز غير انهم يكشفون عن وجود تفاوتات متنوعة بين الكفاية كما تحدد قبليا من
خلال نموذج مصمم لما يتوقع ان يلاحظ وبين ما يلاحظ في الواقع، خلال انجاز يقوم به
فرد في وضعية محددة.
الفضل هنا يعود حسب جونير الى الوضعية situation فهي التي كشفت لنا هذه التفاوتات بين الكفاية وبين تحققها son actualisation من خلال الإنجاز. فالوضعية ليست فقط مجرد مجال لتنشيط الكفاية بل
هي الكاشف الفعلي عن الفروقات بين الكفاية المسطرة سلفا وبين ما يلاحظ فلا عبر الإنجاز،
فهي إذا معيار يكشف تفاوتات ذات طبيعة مختلفة بين ما توقعه الباحث (الكفاية) وبين
ما تحققه الذات (الإنجاز).
علوم الشغل والكفاية
في المراحل الأولى تبنى المختصون مفهوم الكفاءة la qualification نظرا لتبني النظرة الأداتية
vision instrumentaliste والتي تعني ان الكفاءة هي تحديدا قبليا للصفات او المؤهلات التي
يشترط ملاحظتها لدى الفرد لكي يعد كفؤا او مؤهلا بصفة رسمية للقيام بمهمة معينة، إذا
الكفاءة هي الصفات او المؤهلات التي يشترط في الفرد اكتسابها لكي يؤدي عملا معينا
وهذه الصفات تنتمي الى مجال المعارف والمهارات التي يتعين اكتسابها خلال مراحل التكوين،
وتكون هذه الصفات او المؤهلات بعيدة أحيانا عن الواقع الحقيقي لشغل.
تطور مفهوم الكفاءة مع جمس وايربان وادلر ووود وأصبحت الكفاءة هي قدرة الفرد على التحكم في
وضعية معينة من وضعيات الشغل وذلك عن طريق تجنيد طاقاته وامكاناته حيث اضافوا مفهوم الكفاءة المضمرة والتي تستدعي
المعارف المضمرة الموظفة في الفعل
وبالتالي اقتربت الكفاءة هنا من الكفاية وابتعدت عن النزعة الأداتية . لكن
النزعة الثالثة كانت أكثر اقترابا من الكفاية وذلك بعدما صبغوا على الكفاءة مفهوم بنينة
الفعل la structuration de l'action اين تتيح تحديد هدف الفعل
وفضائه مع استقلالية الفرد ومراقبة سيرورة الفعل على حد سواء.
مجموعة من المراجع أهمها :
الكفايات والسوسيوبنائية اطار نظري فيليب جونير
مفهوم الكفاية وتطوره في علوم التربية -- في المقالة القادمة انشاء الله
تعليقات
إرسال تعليق